بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمةالله وبركاته
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام التامان الأكملان على أشرف الخلق سيدنا محمد
الصادق الوعد الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين
هل أخطأ أخ لك في حقك اليوم خطأ جسيما لا يغتفر وأنت ترى أنك ستأخذ بقصاصك منه لا محالة؟ إن لم يكن في الدنيا ففي الآخرة؟
اقرأ واحكم واعلم كيف أن الرب الكريم يعطي ويمنح على الكرم ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر:
فيما يرويه الحاكم في مستدركه بسند صحيح وغيره من حديث أنس رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لنا: ((رجلان من أمتي يجثوان يوم القيامة بين يدي رب العزة، يقول أحدهما للآخر: أي رب، خُذْ لي مظلمتي من هذا، فيقول له الله سبحانه وتعالى للظالم: أعط أخاك حقه. فيقول: يا رب لقد نَفَدَت حسناتي. يقول الله سبحانه وتعالى للمتظلم: ماذا تفعل بأخيك وقد نفدت حسناته؟ يقول: يارب! فليتحمل عني من أوزاري - وهنا فاضت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالدمع، وقال: إنه ليوم عظيم. ذاك اليوم الذي يحتاج فيه الناس إلى أن يُحَطَّ عنهم من أوزارهم - يقول الله عز وجل للمتظلم: انظر إلى الأعلى، ماذا تجد. فيُرِيْه الله سبحانه وتعالى من مظاهرالجنة ما يأخذ بالألباب. فيقول: أيْ رب، لمن هذه القصور، ولمن هذه المُتَع؟ لأي نبي ولأي صِدِّيق؟ فيقول الله عز وجل: لمن يدفع الثمن. يقول المتظلم: ومَنْ ذا الذي يملك الثمن؟ يقول الله: أنت. يقول: كيف يا رب؟ يقول: بعفوك عن أخيك. يقول المتظلم: فقد عفوتُ عنه يارب. يقول الله عز وجل: خذ بيد أخيك وأدخله الجنة)).
فهل ترى بعد هذا شيئا يستحق الجفاء بينك وبين آخيك
بادر واصفح عن أخيك وعن كل مسلم اخطأ بحقك فهل ترضى أن يدخل النار رجل من أمة حبيبك المصطفى صلى الله عليه وسلم بسببك؟؟؟؟؟؟؟؟