السلام عليكم ورحمةالله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
س/ما الآداب في اللغة ؟
جمع أدب والأدب يعرفونه بأنه ما ينبغي فعله من محاسن الأخلاق.
س/ ما الأخلاق لغة واصطلاحا ؟
لغة: الأخلاق جمع خلق والخلق في لغة العرب هو السجية والصفة.
وفي الاصطلاح: الأخلاق هي الصفات التي ينبغي الاتصاف بها، لكن ينبغي التنبه إلى أن كلمة خلق قد تطلق على الصفات الحسنة المحمودة، وقد تطلق على الصفات الذميمة
المنبوذة .
س/كيف جاءت الأخلاق في كتاب الله وفي سنة النبي صلي الله عليه وسلم ؟
الأخلاق في القرآن جاءت على جانبين:
الجانب الأول:
ذكر الأخلاق في الجانب النظري أو ما نسميه في الجانب القولي يقول الله - عز وجل - واصفاً نبيه - صلى الله عليه وسلم - ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾
، والجانب الثاني:
الجانب العملي أو التطبيقي كتاب الله - عز وجل - مليء بكثير من الآداب والأخلاق الشرعية من يتأملها في كتاب الله - عز وجل - يجد آداب الجلوس، آداب الطعام ﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلاَ تُسْرِفُوا ﴾ [الأعراف: 31]، آداب الاستئذان، آداب النجوى وعدم التناجي وبر الوالدين، صلة الأرحام، النهي عن القطيعة كل ما يتعلق بالإحسان إلى ذي القربى ومواساتهم، والإحسان إلى الفقراء ، وغير ذلك من الآداب .
ومن السنة: قول النبي - صلى الله عليه وسلم - (ما من شيء يوضع في الميزان أثقل من حسن الخلق وإن صاحب حسن الخلق ليبلغ به درجة صاحب الصوم والصلاة ) وهذا يدل على منزلة الأخلاق أيضا سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن أكثر ما يدخل الناس الجنة
قال: (تقوى الله وحسن الخلق) انظر قرن التقوى بحسن الخلق ولا شك أن القرن بين
الأمرين واقترانهما معا يدل على أهميتهما ومنزلتهما عند الله -عز وجل- وأيضا النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إن من أحبكم إلى وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاق) .
س/ كيف كان الصحابة والخلفاء والعلماء يحرصون علي الأخلاق ؟
كان الصحابة- رضوان الله عليهم- كانوا إذا سمعوا عشر آيات من القرآن لم يتجاوزوها حتى
يعملوا بما فيها فيتصفوا بما فيها إن كان حلالاً وحراماً الحلال يعملوه و الحرام يجتنبوه واستمر الخلفاء والأدباء والعلماء قديماً على هذا فكان كثير من الخلفاء يسلمون أولادهم إلى المؤدبين يؤدبونهم فكان أحد الخلفاء يقول للمؤدب- يختار أحد العلماء ليؤدب لده ومعنى يؤدبه يعني يعلمه الآداب- يقول: حفظه القرآن وعلمه البيان وأدبه بآداب الرجال. وهذا يدل على أهمية الآداب وأنهم كانوا منذ الصغر يتأدبون بهذا.
س/ قال صلي الله عليه وسلم ﴿أدبني ربي فأحسن تأديبي ﴾ ما درجة هذا الحديث ؟
هذا الحديث يكتب في بعض كتب الآداب والأخلاق وهذا سئل عنه شيخ الإسلام ابن تيمية فقال: المعنى صحيح وليس له إسناد ثابت وهذا الحديث لا يصح إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - مرفوعاً وليس له إسناد ، لكن معناه صحيح أن الله – عز وجل- أدب نبيه - صلى الله عليه وسلم - فأحسن تأديبه كما قال تعالى: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ .
س/ ماهي الأسباب المعينة على حسن الخلق ؟
السبب الأول: قراءة الآيات القرآنية وتدبرها: ينبغي علينا أن نقرأ القرآن قراءة متدبرة لا نكتفي بالقراءة النظرية أو البصرية فقط باللسان بل لا بد أن نجمع بين اللسان والجنان فنجمع بين القول والعمل وأن نتدبر الآيات.
السبب الثاني: حفظ ما تيسر من الأحاديث الواردة في الآداب والأخلاق فيما يرد في ثنايا بعض الكتب مثل رياض الصالحين وغيره .
السبب الثالثً: استحضار الأجر العظيم في حسن الخلق فحينئذ تبادر إلى الثواب الجزيل.
السبب الرابع: تربية الأولاد على التربية الحسنة منذ الصغر،فينبغي على الآباء والأمهات أن يتقوا الله - عز وجل - في أولادهم وبناتهم وهي مسئولية وأمانة في أعناقهم يقول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ﴾ [التحريم آية: 6] وذلك بتعليمهم آداب الإسلام والأحكام من الحلال والحرام وتحذيرهم من السيئات والحذر عليهم والخوف عليهم مما يؤدي بهم إلى دخول النار .
السبب الخامس: الحرص على مصاحبة الأخيار فالإنسان إذا صاحب رجل خير متصف بالخلق الحسن لا شك أنه يحرص على الاقتداء به.